تخطى إلى المحتوى

كتاب (القومية والغزو الفكري )

    كتاب (القومية والغزو الفكري) للكاتب المصري (محمد جلال كشك) الذي نشرته مكتبة الأمل في عام 1967 وهو عام النكسة من الكتب الجيدة المفيدة التي يجدر بالشباب العربي قراءته والتأثر به خصوصاً في مقدمته التي يفند فيها دعاوي بعض المفكرين العرب المستغربين ومن أهمها القول.. أن إصرار الشعوب الناهضة على الشخصية القومية والعقيدة الخاصة به يقيم حاجزاً بين هذه الشعوب وبين علوم العالم المتقدم..!!

    ويضرب مثلاً لتهافت هذا الرأي بالشعب الصيني الذي قطع كل صله ثقافية أو فكرية (فلسفية) بالعالم الخارجي وأوجد له شخصيه قوميه وعقيده خاصه به.. ومع ذلك لم تنقطع صلته بالعلوم التكنولوجية الحديثة..

    بل أن فلسفته هذه جعلته يرفض شيوعية (موسكو) ولم يمنعه ذلك من تحقيق إنجازات علميه باهره..

    ونفس الشيء فعلته اليابان عندما اعتنقت مبدأ (رياح الشرق تغلب رياح الغرب!!..) لأنها تمسكت بعقيدتها وتقاليدها النابعة من ضمير الشعب الياباني.. عندما قطعت كل صله فكرية أو ثقافية أو أيديولوجية غربيه في النصف الأخير من القرن التاسع عشر..!!

    فمن أراد أن يدخل السباق العلمي الرهيب.. فلابد أن يعزل نفسه عن التأثيرات الأيديولوجية السائدة في الشرق أو الغرب وعن التأثيرات الفكرية والثقافية التي تتعارض مع الشخصية القومية.. والعقيدة الخاصة به.. وأن ينفتح فقط على التكنولوجيا الحديثة.. ويحاول تقوية إمكانياته المادية والعلمية..!!

    والكاتب يطرح هذه النظرة أبان ذروة الحماس الجماهيري العربي للمبادئ الاشتراكية التي لم يجن منها العرب غير الانتكاس والتردي علمياً ونفسياً واقتصاديا.. ولذلك يرى بأن أكبر خطأ تقع فيه أمة ناهضه.. هو انسلاخها عن شخصيتها القومية.. وعقيدتها الخاصة بها و ارتباطها فكرياً وثقافياً وأيديولوجيا (ويقصد الاشتراكية) بحضارة غريبه عنها في هذه الحالة تتحول إلى أمة (تابعه) مستهلكه لإنتاجيه هذه الحضارة.. لا منشئه لحضارة علميه حديثه..!! فهل تعي الشعوب العربية هذه الحقيقة..؟؟