تخطى إلى المحتوى

عقدة الخواجة في الأدب والفن

    لا شك بأن (عقدة الخواجة) موجودة في عقيلة الشعوب النامية.. منذ أن تقدم الغرب علمياً وتأخرت هذه الشعوب في هذا المجال.. وستظل هذه الظاهرة مستمرة تؤثر في تصرفات وسلوكيات الكثير منا.. طالما نظرنا إلى الغرب نظره فوقيه.. ونظرنا لأنفسنا نظره دونيه..!!

    فالبعض منا يفضل أن يتعامل في مجال الأعمال التجارية والفنية وغيرها مع الأجنبي لأنه يفتقد في الواقع في محيطه الكوادر أو الطاقات البشرية التي تؤدي ما يوكل إليها من عمل بدراية وإتقان متميز..!! وإذا وجدت هذه الطاقات وطنياً فإنه يواجه – كما يقال- تدني الإتقان من هؤلاء بسبب عدم اهتمام الخبرة الوطنية بالعمل.. ومحاولة التهرب من المسؤولية بمختلف الوسائل..!!

    هذه الظاهرة لا شك بأنها حجر عثره في سبيل تقدم الشعوب النامية. وتطور إنتاجيتها.. ويعتقد أصحاب الاختصاص النفسي والإداري بأن هذه العيوب يمكن أن تختفي إذا أفرزت الجامعات عدد كبيراً من الاختصاصات الفنية المطلوبة لمختلف النشاطات الوطنية..!!

    ولكن هل (عقده الخواجة) تستحكم في عقلية الشعوب النامية من الناحية الفنية والتجارية فحسب.. أم أنها لا تزال مستحكمه حتى في ميدان الأدب والفنون الجميلة..؟؟

    لا شك في أن هذه الظاهرة أيضاً موجودة – مع الأسف- فكما يقال زامر الحي لا يطرب ..!! في اعتقادي بأن هذه العقدة الخواجاتيه أخطر وتأثيرها أكبر.. لأنها تمس أو تؤثر في عقلية الأجيال القادمة.. وقد تؤدي إلى هلاميه الإنتاج الأدبي والفني.. كما تؤدي إلى تقليد أفكار وفنون وثقافات أخرى لا تتقف مع تراث الأمة وأصالة موروثاتها الأدبية والفنية.!! كما تفقدها الشخصية المميزة لها في مجال الفنون والأدب..!!

    لذلك أجد بأن انبهار الكثير منا بثقافة الغرب ووجود عقدة الخواجة في مجال الفن والأدب خطأ كبير يجب الانعتاق منها.. وعدم ترويجها وتحبيذها لأنها في رأي مركب نقص ينطلق من الشعور بالدونية ويجب أن لا ننخدع بتسليط الأضواء على كثير من الأدباء أو المفكرين العرب المستغربين.. أو الذين ينطلقون من (عقدة نفسيه) ضد التراث والموروث الأدبي الأصيل للأمة العربية..!! وهذه نظره ليست منغلقة كما يظن البعض.. ولكنها تتفق مع المنطق وتجارب التاريخ.