الأستاذ (عبد الله القصبي) تحدث في مقاله كتبها لجريدة (المدينة) منذ مده حول المناصرة العمياء من الولايات المتحدة لإسرائيل ..الأمر الذي قد يصل بها إلى العمل ضد مصالحها القومية في المنطقة العربية..!!
ولا شك بأن العلاقات العربية الأمريكية تمر الآن بحالة اجداب بسبب انحيازها الدائم لدولة إسرائيل.. وتجاهلها لحقوق الشعب الفلسطيني المضطهد من قبل هذه الدولة. على الرغم من وضوح الرؤية العالمية لحقيقة هذه القضية. وتفهم أغلب الحكومات الغربية لعدالتها وضرورة منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في تقرير مصير.. المكفولة بنص ميثاق هيئة الأمم المتحدة والقائمة على مبادئ إنسانيه وأعراف دولية!!
والإدارة الأمريكية عندما تتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني المشرد.. والمضطهد من قبل دولة إسرائيل لا شك أنها تتخلى أو تتنكر لتراث أمريكي عظيم و مبادئ حضارية نابعه من ضمير الشعب الأمريكي نفسه..!! أي تتنكر لإعلان رئيس الولايات المتحدة العظيم (ويلسن) الذي أذاعه للعالم في أعقاب الحرب العالمية الأولى .. وهو مبدأ حرية تقرير مصير الشعوب .. ومن المعروف أن هذا المبدأ قام على أساسه ميثاق عصبه الأمم سابقاً.. وميثاق هيئة الأمم المتحدة حالياً. وتحقق على أثره فعلاً تقرير مصير شعوب عالميه كانت خاضعه للاستعمار..
وأذكر بأن الأستاذ (عبد الله القصبي) قد كتب قبل عدة سنوات في جريدة (المدينة) مقالاً يناشد فيه الإدارة الأمريكية بأن تكون عادله في سياستها الشرق أوسطيه .. ولديه رؤية سياسيه صائبة تقوم على أساس عقلاني ومنطقي وهو أن الدول العربية التي لها علاقات تاريخيه وطيده .. ومصالح اقتصاديه حيوية مع شعب الولايات المتحدة ..تحرص دائماً على توطيد هذه العلاقات لأنها تؤمن بفائدة التعاون المشترك .. والتفاهم المتبادل بينها وبين الولايات المتحدة ..ولكن سياسة الإدارة الأمريكية السلبية تجاه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بسبب خضوعها لرغبات اللوبي الصهيوني الأمريكي ..تؤثر على هذه العلاقات وتؤدي للتشاؤم والإحباط .. بل تؤدي إلى وجود نظره معاديه لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية لدى رجل الشارع في العالم العربي كله .. لأنه قد أصبح يعني بأنها هي الدولة الوحيدة القادرة على حل هذه القضية نظراً لإمكانيتها المادية والعسكرية والسياسية المؤثرة على إسرائيل ولكنها مع ذلك تتجاهل حل هذه القضية العادلة ..!
والسؤال الذي يطرح في مجالس النخبة أحياناً عندما يكون الحديث عن تغلغل النفوذ الصهيوني الأمريكي في الإدارة الأمريكية .. هو عن دور الشخصيات الاقتصادية العربية التي لها علاقات تجارية قوية و صداقات حميمية مع رجال الأعمال البارزين في الولايات المتحدة ..هؤلاء الأشخاص لماذا لا يكون لهم دور ملموس لتخفيف النفوذ الصهيوني على الإدارة الأمريكية.