قال محدثي بأن الشخص عندما يسمع شكوى بعض المواطنين من صعوبة إنجاز المعاملات في بعض الدوائر الحكومية التي لها علاقة بالجمهور.. لا بد له أن يتروى في إبداء الرأي.. فالقول بأن معاملة المواطن لا تنجز بسهوله ويسر من قبل الموظف الصغير إلا إذا كان صاحب العلاقة وجهها مألوفاً لديه. هو قول فيه بعض التجني والمبالغة في الشكوى..!!
فإذا كانت هذه الظاهرة موجودة فقد تكون القواعد المرعية التي يحرص الموظف الصغير على تطبيقها من الأسباب التي تحول دون إنجاز المعاملات بالسرعة التي يتطلع إليها صاحب العلاقة.. ولكنها ليست – كما يقال – لا تحل إلا بالواسطة.. أو كون صاحب العلاقة وجهاً مألوفاً لدى الموظف الصغير..!!
قلت له.. ولكن الشيء الذي لاحظته بنفسي.. هو أن الموظف الجديد في الدوائرالحكومية التي لها علاقة بالجمهور يختلف في تعامله مع الجمهور عن الموظف الذي كنا نعهده في الماضي من جيلنا السابق… فقد أصبح يستقبل صاحب العلاقة بتكشيره وجه وعدم اهتمام يجعل الإنسان يتحسر على أيام (خلت) ..!! ولست متشائماً بالصورة التي تتخيلها.. ولكني أعتقد بأن هناك فرقاً كبيراً بين نظرة الموظف الجديد ونظرة الموظف القديم لصاحب العلاقة.. على أساس أن تواجد الفرد في مسؤوليته الوظيفية يعتبر خدمة وطنية للجمهور…
قد يقال بأن هذه الظاهرة – أي الاختلاف – بين الموظف القديم والجديد في تعامله مع الجمهور.. هو إفراز للطفرة المادية التي أثرت في التعامل بين الأفراد تجارياً واجتماعيا ووظيفياً.. غير أنني قد عشت فترة طويله في البلاد الغربية.. التي استجابت للمؤثرات المادية فيها.. ولكني لم أجد بأن ذلك قد أثر في نظرة الموظف هناك للجمهور وتعامله معه.. لأنه يعتبر تواجده في الوظيفة العامة خدمة وطنية يؤديها لمجتمعه ووطنه..!!
قال محدثي أنت شاعر تعيش في خيالات أفلاطونية.. أو أحلام طوبائيه.. فالإنسان هو الإنسان في كل زمان ومكان.. قلت في نفسي؛ يا أمان الخائفين..!!