تخطى إلى المحتوى

تلوث البيئة .. ومادة الرصاص .. جريدة اليوم

    ومن تباشير الوعي الصحي في المملكة .. تقرير نشرته جريدة الرياض يوم الخميس الماضي مفاده أن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الحديثة ستقوم بإجراء دراسة لمعرفة مقدار تلوث الهواء في مدن المملكة بمادة الرصاص التي تضر بصحة السكان .. كما أنها ستجرى دراسة ميدانية على أطفال المدارس لمعرفة المعدل الطبيعي الذي يمكن أن يتحمله الإنسان من تلوث الهواء بهذه المادة ..!!

    وقد أشار التقرير إلى أن التلوث بمادة الرصاص الذي يتعرض له الإنسان يأتي من مصادر مختلفة وأن أكثر هذه المصادر خطراً هو ما تنفثه عوادم السيارات الموجودة بكثرة في المدن الكبيرة المكتظة بالسكان .. في مختلف بلاد العالم ..!!

    وليس من شك في أن الدراسة التي ستجريها مدینة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الحديثة خطوة موفقة ورائدة .. بل وضرورة ملحة لأن تلوث الجو في المدن الكبيرة بالمملكة بهذه المادة قد أصبح حقيقة لا تخفي على أحد بسبب وجود الأعداد الهائلة من السيارات التي أصبحت تكتظ بها هذه المدن في الوقت الحاضر !!

    ومن أجل ذلك فإن وزارة البترول والثروة المعدنية ومؤسسة (بترومين) .. من واجبهما معالجة هذه المشكلة الطارئة .. باعتماد خطوات سريعة لتنقية البترول المستخدم محلياً من مادة الرصاص .. وهو إجراء تحرص على تطبيقه الدول المتقدمة .. لإدراكها خطورة هذا التلوث على صحة البيئة ..!!

    وإذا كان هناك عقبات فنية تعترض مصانع تكرير البترول القائمة حالياً في المملكة من إنتاج بترول خال من مادة الرصاص .. فإن المملكة والحمد لله قادرة على تنفيذ أو إتمام مشروع جديد يحقق لنا الغاية المنشودة.

    تكامل العمل في ميدان الصحافة ..!

    عندما ترى بأن الشباب الوطني المثقف .. قد أثبت وجوده في ميدان الصحافة .. لابد وأنك تشعر بالفرح والتفاؤل ..!!

    وعندما تجد بأن هذه الأقلام الشابة تتصدى دائماً لانتقاد السلبيات في سلوك مجتمعنا .. وتطرح مشاكل وقضايا تهم المواطن .. لابد أنك تستشرق آفاق وعي وطني .. وإحساس بضرورة تواجد صحافة وطنية متطورة تعبر في طموحات ذاتية للمواطن في هذا الكيان الكبير ..!!

    وإذا كانت الصحافة في كل مكان من العالم قد أصبحت هي المرآة التي ينعكس عليها تطور الحياة الثقافية للشعوب .. فإن إقبال الشباب المثقف على العمل في الصحافة (مهنة المتاعب كما يقولون) يعتبر بحق ثمرة مباركة لنهضة تعليمية شهدتها المملكة في السنوات الأخيرة بفضل الجهود الخيرة التي بذلها ولاة الأمر في مجال التعليم ..!!

    ويخيل إلى بأن المستقبل القريب سوف يحقق تواجد صحافة محلية تتوهج بركض هذه الأقلام الشابة المثقفة وتنافس صحافة تجارية تأتي من الخارج .. كما أن هذه الأقلام الواعية سوف تغني عن أقلام غير وطنية تحرص على نشر أفكار لا تعبر عن تطلعاتنا الذاتية ولا تتفق مع نهجنا الفكري .. وموروثاتنا الحضارية ..!!

    ولكي يتحقق هذا التطلع فإني أحسب بأن العمل في الصحافة لا يقتصر على التحرير .. أي صياغة الخبر ونشر ما تبدعه تلك الأقلام الشابة في مجال الأدب والثقافة .. والتركيز علی الأنشطة الرياضية .. والفنية والاجتماعية .. ولكن الصحافة قد أصبحت صناعة معقدة تستدعى التخصص الفني أيضاً .. والمطلوب من هؤلاء الشباب هو اقتحام هذا العمل الحيوي في ميدان الصحافة .. ولست أدري لماذا يغيب هذا الهاجس عن تفكير المسؤولين في المؤسسات الصحافية ..!!

    فإذا كانت ندرة اليد العاملة في هذا المجال يعود لأسباب نفسية فإن المعاهد المهنية الموجودة في كل من جدة والرياض يمكن أن تقوم بهذه المهمة ومعالي الدكتور عبد الوهاب عبد السلام عطار محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني لابد وأنه يستطيع بالتعاون مع المؤسسات الصحفية إيجاد كادر فني وطني متخصص يعمل في صحافتنا الوطنية في المستقبل ..!!