نشرت جريدة (الرياض) المتجددة دائماً في المادة والإخراج كلمة بقلم الأخت الكريمة حسناء عبد العزيز القنيمير المحاضرة في قسم اللغة العربية.. بجامعة الملك سعود.. للرد على ما كتبه الأستاذ (عزيز ضياء) تعليقاً على إدعاء أحد محرري مجلة الكواكب القاهرية بأن اللهجة المصرية هي ست اللهجات العربية.. وإقتراحه لذلك بأن تكون المعتمدة من قبل الشعوب العربية.. والمجامع اللغوية أيضاً..!!
ويبدو أن هذا الإقتراح قد أثار حمية أستاذنا عزيز ضياء.. أو أضحكه.. فقرر هو الأخر بأن اللهجة الحجازية هي الأقرب إلى اللغة العربية الفصحى من غيرها من اللهجات.. وقد أعتبرت الأخت (حسناء القنيعير) هذا الحكم متسرعاً وأعتمدت في رفضها لوجه نظرة على خلفيات ثقافية متميزة في أصول وفروع اللغة العربية ..!!
ولا بأس في أن أصرح.. بأنني لا أهتم بموضوع اللهجات العامية.. لإقتناعي بأن أثاره هذا الموضوع من وقت الاخر في الصحافة العربية قد يكون الهدف منه مناواه اللغة العربية الفصحى.. ولا أرى منه ترجي وخصوصاً إذا خرج عن النطاق الاكاديمي في الجامعات.. ولكنني من قبيل تحصيل الحاصل أردت أن أعلق على رأي أستاذنا الكبيرعزيز ضياء..!! فلهجه أهل الحاضرة في المنطقة الغربية تبدو لي حسب خبرتي الشخصية لأنني عشت فيها منذ طفولتي وفي كهولتي. لهجه لا تتخللها العبارات البعيدة عن إشتقاقات اللغة العربية.. كما أن الإحالة وعدم النبر فيها من خصائصها.. مما جعلها لهجه مهموسة خفيفة على السمع.. وقريبة من القلب.. غير أن العيب فيها نطق بعض الحروف بخلاف ما هو معروف في اللغة العربية الفصحى.. فلفظه (مثلا) نطق(مسلا) بالسين.. وكلمة (عذر) تصبح (عزرا) وكلمة (ظلم) تنطق (زومل).. وهذا التحريف ناتج عن بمن كان يصعب عليه نطق هذه الحروف الهجائية نطقاً سليماً.. علماً بأن أهل البادية في الحجاز ينطقون هذه الحروف نطقاً سليماً..!!
هذا من جانب.. ومن جانب آخر الفت نظر القارئ الكريم إلا أن إثاره موضوع اللهجات العامية في الصحف العربية من وقت لآخر قد لا يكون الهدف منه مجرد تقدير ظاهره لغويه موجودة في البلاد العربية كما يتبادر لذهن البعض منا.. وإنما قد يكون الهدف منه التأثير في عقلية العربي الناشئ للفت نظرة لأهمية هذه اللهجات.. كالقول بأن اللغة العربية الفصحى لغة معجميه لا تصلح لمعايشة الحياة المعاصرة.. أو أنها لغة غير علميه!!
وهذه الإدعاءات طبعاً لا تؤثر في عقلية العربي الواعي.. لأنه يدرك بأن واقع الحضارة العربية ينفي هذا الإدعاء.. فالعجز في الواقع ليس في اللغة العربية الفصحى.. ولكنه في عقلية ونفسية المستغربين من أبنائها..!!
وأذكر بالمناسبة أن الأديب المصري الدكتور يوسف إدريس نشرت له جريدة الشرق الأوسط مقاله قبل ثلاثة شهور يدعو فيها المؤلفين والمخرجين العرب لكتابة الروايات للمسرح العربي باللهجات العامية.. لماذا؟ لأن اللغة العربية الفصحى كما يقول لا تصلح للمسرح الكوميدي!!
أنظر يا أخي القارئ كيف يتلمسون المبررات لمحاربة اللغة العربية الفصحى فهل ينطلي عليك هذا الخداع..؟