تخطى إلى المحتوى

الفنتازيا الأدبية .. وقصب السبق

    لبعض الأدباء والمفكرين في كل عصر ..قصب السبق في الاتيان باصطلاحات فكرية أو أدبية جديدة لم تكن معروفه من قبل ..!! ولذلك فإنني أعتبر بأن الصديق الأديب (عابد خرندار) قد سبق غيره من النقاد في ساحتنا الأدبية عندما طرح اصطلاح (الفانتازيا) الأدبية ..أثناء حديثه الشيق عن الحداثة وما بعد الحداثة ..!!

    وقد كنت داعبته في حديث لي سابق ..قائلاً بأن (فانتازي) كلمة إيطالية منحوتته..أو مسروقه من العبارة العربية (فن طازه) !! لأن الحياة الأدبية في إيطاليا قد تأثرت بالحياة الأدبية الموجودة في أسبانيا العربية .. وعن طريق اتصال الإيطاليين بسكان صقليه ومالطه .. الذين خضعوا للحكم العربي في القرن الخامس عشر الميلادي !!

    ومعرفتي بالأستاذ (عابد خرندار) قديمة فقد كنا طلبة علم ندرس بالقاهرة في مطلع الستينات .. وأعرف بأنه يمتاز بذكاء وألمعيه .. ودماثه خلق تشجعي على مداعبته ..وجر الشكل معه..!!

    وللحقيقة فإنني دهشت – إعجاباً طبعاً .. بمدى تعمقه باللغات الأوروبية ومدى عمق خلفياته النقدية المستمدة من أصول عربية .. ومناهج غربية حديثة. على الرغم من أن تخصصه العلمي ليس له علاقة بالنقد والأدب فهو مهندس زراعي .. ولكن يبدو بأن حرفة الأدب قد أدركته مؤخراً.

    وأشهد بأنني معجب بكتاباته الأدبية التي نطالعها في صحافتنا حالياً.. ولكني أرى وهذا مجرد رأي – بأن إبداعاته النقدية لا يمكن أن تكون إلا تقليداً و محاكاة لمذاهب أدبية غربية قد أصبحت في حكم المنتهية إبداعاً وتأثيراً في الغرب نفسه..!!

    ولذلك فإنني أتمنى أن يستغل مقدرته ومهارته اللغوية الغربية لترجمة أعمال أدبية تعتبر قمة في الإبداع الأدبي العربي .. ليستفيد منها المتلقي خصوصاً في مجال القصة والرواية والمسرحيات ..لأن الأعمال الأدبية لبودلير و جوليس وغيرهما من أتباع الحداثة وما بعد الحداثة تعتبر إبداعاً (ترفياً)لا يمثل غير جنون العظمة.أو (الطفش) من نمطيه أدبية سابقة..!!

    نحن لا ننكر على الحصان النافر أن يكون خياله مجنحاً يحلق في أجواء القارئ ليستشف معاناته .. ولكن الخيال إذا كان عبثياً مترفاً (فانتازيا) فلن يكون له في المستقبل أي قيمة حضارية.. أو إنسانيه وللصديق عابد تحياتي.