ويقال بأن أقصى ما توصلت إليه الحياة الثقافية في العالم العربي منذ قيام (محمد علي باشا) خديوي مصر بإرسال البعثات العلمية إلى الغرب.. هو التأثر بعلوم نظريه.. وتقليد عادات اجتماعية غربية.. وأن أقصى ما توصلت إليه البعثات الدراسية في العصر الحديث هو التأثر أيضاً بمناهج فكريه وأدبيه حديث.. دون الاهتمام بدراسة العلوم الحديثة الموجودة في الغرب ومحاولة تطبيقها!! فانصحت هذه الحقيقة فإنها تعتبر ظاهره غريبة في حياة الشعوب!!.
فهل معنى ذلك أن العقل العربي غير قادر على استيعاب هذه العلوم الحديثة ومن أجل ذلك تتجه أغلب البعثات الدراسية إلى الالتحاق بالمعاهد العلمية المنتشرة في الغرب..؟!
ولا جدال في أن الشعوب العربية التي كانت تخضع للسيطرة الاستعمارية بعد الحرب العالمية الأولى كانت لا تستطيع تحقيق تقدم علمي.. أو ثقافة علمية.. لأن الصهيونية العالمية والمستعمر نفسه لا يريد منهما أن يتحقق لها شيء من ذلك.. ولأن السياسة التعليمية كانت تخضع لسلطه مستشارين أجانب..!!
ولكن رغم زوال الاستعمار عنها.. ووجود بعثات دراسية تذهب منها إلى الغرب. فإن الحياة الثقافية فيها لا تزال كما كانت في السابق مجرد ثقافة نظرية لم تتأثر بثقافة علمية بارزه..!!
والدارس للحياة التفافية العربية منذ ما يسمى بعصر النهضة حتى اليوم.. يجد بأنها مرت بمراحل متعددة.. مرحله تأسيس هامشيه على يد رفاعه الطهطاوي ورفاقه أعقبتها مرحله كانت متأثرة بأفكار (قوميه سياسية نتج عنها انهيار الدولة العثمانية.. وفي مطلع الخمسينات مرت بمرحله سيطرت فيها المبادئ (الأيديولوجية) والسياسية.. لم تتحقق فيها ثقافة علمية.. بل نتج عنها انعكاسات وإحباطات أثرت في نفسية الجيل العربي المعاصر.. جيل الرفض.. ولا تزال الحياة الثقافية حتى الآن ثقافة نظرية.. متأثرة بمعارف فكريه وأدبيه حديثه.. مستمده من الحياة الثقافية في الغرب.. ليس لها علاقة بالتطور العلمي الحديث.. أي أنها لا تشكل ثقافة علمية مفيدة للإنسان في الحياة.