تخطى إلى المحتوى

السلام الذي نرجوه

    لابد للعالم من سلام. ولابد أن يكون هذا السلام مبنياً على العدل .. ولا شك بأن مبادئ العدل لا تتحقق وبالتالي السلام إلا إذا تغلبت روح الخير على نزعة الشر في الإنسان.

    والسلام الذي يتطلع إليه الإنسان منذ أقدم العصور هو الذي يجسد خلافته في الأرض كما قدرها الخالق سبحانه وتعالى ..!

    وخلافته في الأرض لا تتحقق إلا بتغليب حكمة العقل و فطرة الخير التي يؤمن بالجمال ..جمال الروح والحب والإيثار وتبتعد عن نزعة الشر التي هي مشكلة الإنسانية منذ أن وجد الإنسان في الأرض..!

    والوحي السماوي لجميع الأنبياء والرسل لم يكن الهدف منه إلا هداية الإنسان إلى طريق الخير وتكريس عبوديته لله وحده أي عدم استسلامه لنزعة الشر وإنما للمثل الأخلاقية التي تدعوا إليها هذه الأديان..!

    ولذلك نجد بأن الأديان السماوية تخاطب عقل الإنسان وتحاكم عاطفته المثيرة لهوى النفس الأمارة بالسوء!!

    كما نجد بأن دعوة كل مصلح بعد فترة من الأنبياء والرسل تنطلق من مبادئ الحب والجمال وإيثار الخير ..واستجابة المسؤولين في إيران لإيقاف الحرب مع العراق هي استجابة لحكمة العقل وتغليب فطرة الخير في الإنسان على إنسانيته و غلوائه..

    ونحن في المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً يسعدنا أن يكون العام الهجري الجديد عام أمن وسلام لجميع شعوب المنطقة وأن تكون شعوبه مؤمنه بالتآخي الإسلامي البعيد عن تكريس الأذهان بالطائفية والنزاعات المذهبية التي أدت إلى ضعف الأمة الإسلامية في التاريخ الحديث والقديم؟