قلت مره أن التراكمات التاريخية التي اتخذت مساراً مغايراً للقيم والمبادئ الإسلامية ليست هي التراث الإسلامي.. كما أن الشواهد الأدبية للمعري أو ترجمة الفلسفة اليونانية إلى اللغة العربية التي يحاول البعض الإتكاء عليها لتبرير إشكاليات فكرية حديثة.. ليست دليلاً على قبول الفكر الإسلامي لها أو اعتراف المسلمين بها..
فانتشار الفكر الفلسفي في الأندلس على يد إبن رشد وغيره حقيقة.. ولكن ينبغي أن ندرك أيضاً بأن هناك وجود مؤلفات تتحدث عن نقضه وتفنيده وتهافته.. لأنها يتعارض مع الفكر الإسلامي..!!
أقول ذلك لمن يندفع للتعامل مع مناهج منحرفه.. لتنمية ثقافة أو تحقيق معرفه.. لاعتقاده بأن ذلك هو الأصل في حرية الفكر.. فالإنسان حر في الاقتناع بفكر معين.. ولكنه غير حر في دعوة الغير إليه.. أو نشره.. إذا كان يمثل إسقاطات فكرية تخالف السائد في أي مجتمع..!!
ومن هذه السقطات أو التشوهات في تاريخ الأدب العربي الشواهد والروايات والأخبار التي وردت في موسوعة الأغاني.. أو مؤلفات الجاحظ وأخوان الصفا.. التي يعتبرها البعض مورداً للثقافة.. لا أغلب ما ورد فيها لا يخلو من التحريف والكذب على التاريخ فلا ينبغي لنا أن نعتبر ما ورد في كتب الأدب عن الأصمعي أو غيره من الرواة المعادين للعهد الأموي.. أو العباسي بأنه قضية مسلمه.. فأغلبه دس وتلفيق.. وقد تحدث كثير من مؤرخي الأدب عن هذه الحقيقة..!!
خذ مثلاً.. ما ترويه تلك الكتب عن حياة عميد الأسرة العلوية الطاهرة في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان.. وميله للطرب والغناء بالمدينة.. فهل يعقل أن تكون هذه حقيقة في وقت قريب جداً من عهد الرسالة النبوية بنقائها وصفائها وبعدها عن كل ممارسة تتعارض مع التعاليم الإسلامية؟
وفي ظني أن ما قيل عن تغزل أو تبذل الشاعر عمر بن أبي ربيعه بسيده كريمة مسلمه في تلك الفترة هو من قبيل هذا الدس والكذب على التاريخ..!!
وصدق من قال: وما افه الأخبار إلا رواتها..!!