من عايش الصحافة العربية بعد نكسه أو نكبة الخامس من حزيران عام 1967 لابد أنه قد لاحظ بأن الكثير من المجلات والصحف العربية قد أصبحت تنشر مقالات أو استطلاعات سياسية وتحقيقات عسكرية تتحدث عن مدى التطور العلمي والحضاري لدولة إسرائيل .. مقارنة بالتخلف الحضاري العربي..!
وليس من الشك في أن الهدف من ذلك .. كان تيئيس الإنسان العربي .. وإحباطه نفسياً .. في جميع البلاد العربية..!!
وبعد معركة العبور التي كشفت ضعف القوة العسكرية لإسرائيل .. خفت هذه الحرب النفسية لسنوات قليلة ولكنها تحولت فيما بعد إلى أن يكون المواطن العربي موضوعاً لحملة سخريه وتشويه.. وأصبحت بعض الأقلام الصحفية تتحدث عن تخلفه الحضاري .. وإبراز عيوبه الاجتماعية وسلوكياته في الحياة..!!
وأغلب هذه الانتقادات ليس الهدف منها النقد الذاتي البناء وإبراز البديل .. وإنما الهدف منها السخرية .. وتحقير قدراته وإمكاناته..
وهذه الانتقادات غالباً ما تكون بأقلام كتاب أو صحافيين ينطقون من عقد نفسيه حاقده .. أو متأثرة بنزعه مذهبيه أو فكريه معاديه للعروبة والتراث الإسلامي..!!
قد يقال أن هذه الأقلام تعتمد منطق أو فكره التقدم الذاتي .. ولكن أعتقد بأن النقد الذاتي غير التشويه .. وتذكير الإنسان بعجزه وتخلفه..
دون إبراز البديل الذي يمكنه من تحقيق تطوره في الحياة!!