تخطى إلى المحتوى

التقليد الأدبي

    عندما تقلد أمة من الأمم في مختلف أطوار التاريخ حضارة أمة أخرى تفيد الإنسان في تحقيق قدراته الذاتية علمياً وثقافياً فهذا شيء جميل .. أما أن يكون التقليد منصباً على نهج أدبي ليس له من المعطيات الجميلة .. ما يرفع قيمة الأدب ..فإن هذا تقليد لا يخدم الحياة الأدبية في هذه الأمة!!

    والذين يدعون لتقليد مدرسة الحداثة الأدبية العبثية التي عرفت في المغرب.. وما بعد الحداثة أو الواقعية الجديدة .. أريد أن أسال هؤلاء بموضوعية ما هي المعطيات الجميلة للهلوسة في الأدب؟ فهل هذه المدرسة تمثل منهجاً أدبياً .. أو فكرياً يعبر عن آمال.. وآلام شعوب متطلعه لدور حضاري جديد..أو انطلاقة من تخلف علمي؟ قد تكون تلك التجارب الأدبية التي تدعون إليها تمثل نزعه نفسية أو عقلية لجات للغموض و الإبهام.. والهلوسة في النصوص الأدبية تعبيراً عن رفضها لواقع غير إنساني موجود في الغرب..أوصل العقل الأدبي لتلك المدارس إلى مرحلة اللامعقولية.. أو الحقيقي.. أو الما وراء عقلي الذي تتحدثون عنه.. أو تمثل ظاهره (ترفيه) أطلق عليها نقاد هذه المدرسة مسمى (الفانتازيا) وهو مسمى يدل على اتجاه فني وأدبي لا يتقيد بالشكل التقليدي في الموسيقى والأدب .. ظهر منذ سنوات بعيده .. على يد فنانين وأدباء (فقا بوند) أي الصعاليك!! كانوا منتشرين ذلك الوقت في بعض البلاد الأوروبية!

    وكلمة (فانتازي) هذه بالمناسبة كلمة مسروقة من اللفظة العربية الشعبية (فن طازه) الموجودة في لهجة سكان جزيرة (مالطة) .. الذين يتحدثون بلهجة قريبة من العربية .. وليست مأخوذة من الكلمة الإنجليزية (فانسي) كما يظن البعض!!وهذا ليس مهما.

    المهم..إذا كان ما تدعون إليه فناً أو أدباً ترفياً.. يمثل إفرازاً لتخمه حضارية ..أو رفضاً لمعاناة لا إنسانيه موجودة في الغرب ..فكيف تقبلون أن يقلد الشباب الأدباء هذه النصوص العبثية ..ونحن لم نصل بعد في كفاحنا الاجتماعي لتخمه حضارية أو نعاني من واقع لا إنساني ؟! أليس من الأجدى أن تكون أقلامكم مسخره مثلاً لترجمة أعمال أدبيه خالده معروفه في الغرب.. أو أن يكون إبداعكم الأدبي متحدثاً عن أدب مقارن يخدم عقل وذوق المتلقي الناشئ؟!