تخطى إلى المحتوى

التأثر والتأثير الثقافي .. كيف يكون ؟

    يخطئ من يرى بأن الحوار والنقاش الموضوعي الهادف الذي يثار في الساحة الأدبية بين دعاة الأصالة .. ودعاة الحداثة غير ذي موضوع .. أو لا طائل منه .. بحجه أن البقاء للأصلح .. أو أن المتلقي هو الذي يحكم على جودة أو ضعف الإنتاج الأدبي..!!

    فهذا الرأي قد يكون صائباً عندما لا تكون هناك إشكاليات مستحدثه تؤثر في موروث لغوي .. أو مفهوم أدبي أصيل تنفرد به أمة من الأمم .. ولا تتفق مع المعطيات الجميلة في اللغة التراثية التي تكونت في ظلها ثقافه هذه الأمة وحضارتها..!!

    فالمشكلة ليست في قبول أو رفض إنتاج أدبي يمكن الحكم له أو عليه إبداعياً من قبل المتلقي .. ولكن القضية التي تواجه الحياة الأدبية واللغة العربية منذ ثلاثة أعوام .. هي تواجد اتجاه نقدي مصحوب بتنظيرات خادعه ودعاية مكثفه .. يؤيد اتجاها أدبياً معيناً .. ويرفض ما سواه ..!! وكذلك وجود أقلام وطنيه ووافدة تدعو لمناهج نقديه تؤثر سلباً في أصالة اللغة العربية..!!

    كل ذلك يبدوا واضحاً فيما تنشره بعض الصحف اليومية بكثافة مؤيده لهذا الاتجاه أو ذاك في اللغة والأدب..!!

    تلك هي المشكلة.. ولست أرى بأن ما يثار فيها في السنوات الأخيرة يعتبر تأثيراً وتأثراً بثقافة عالمية تثري الحياة الأدبية.. وإنما الذي يثار طروحات وتنظيرات تؤدي إلى زعزعه ثقة المتلقي الناشئ بموروثه اللغوي أو الأدبي الأصيل..!!

    فالمراقب للساحة الأدبية يجد أن بعض الصحف اليومية أصبحت منبراً لترويج اتجاه أدبي معين .. وعندما ينتقد البعض ما ينشر فيها يعتبره المشرفون على الثقافة في تلك الجريدة إما مثير لإرهاب فكري ..أو أنه تراثي يجهل حقيقة المعطيات الأدبية والفكرية للحداثة!!.

    والتراثي لا يستنكر في الواقع نشر إنتاج أدبي كيفما كان .. لأن لكل إنسان مبدع الحق في نشر إنتاجه .. ولكنه يستنكر أن تكون تلك الصفحات منبراً لأقلام وافدة .. ووطنيه تمجد هذا الاتجاه أو ذاك .. وتدعوا لإتباعه..!!

    نحن نعرف بأن بعض الشعراء الشباب لديهم موهبة شعريه أصيلة, وملكه أدبيه مبدعه وأنا لهم إحساساً بالمعنى الشعري الجميل .. فلا أجمل ولا أحلى أن يصف أحدهم وجه محبوبته .. بأنه خارطة البكاء .. ولكن ليت ركض هذه الجياد النافرة يكون موزوناً.