تخطى إلى المحتوى

أي .. بني

    ما يختزنه الإنسان في ذاكرته عن أيام شبابه ومراتع صباه.. وتجاربه في الحياة.. قد يحاول أن ينقل صورة عنها من ذاكرته.. أذاكرة أطفاله خصوصاً إذا كانت لا تخلو من العظة والعبرة..!!

    ولكن الكاتب أو الأديب عندما ينقل بعض الصور عن الزمن الماضي القريب الذي كان يعيش فيه فإنه يسعى لتحقيق هدفين.. أحدهما إشباع رغبته في إنتاج عمل أدبي يخلد ذكره ويثرى به الحياة الأدبية.. أما الهدف الآخر فهو إبراز العظة والعبرة من خلال مقارنته بين الماضي والحاضر.!!

    وهذا ما فعله أو أبدعه قلم الدكتور (عبد الرحمن العزيز عبد الله الخويطر) في كتابه الجديد بعنوان.. (أي.. بني).. الذي رسم فيه صوراً من الماضي بأسلوب أدبي جميل.. وتعبير متمرس- حتى النخاع- برواية الخاطرة المثيرة للدهشة.. والروح المرحة التي تستوحي العظة والعبرة الحسنة..!!

    فالجزء الأول من كتابه هذا (أي.. بني) يحتوى على مقارنه بين ماضينا وحاضرنا.. يتحدث فيه عن عادات وتقاليد كانت سائدة في الماضي.. ويرسم فيه صوراً لمظاهر حياتيه من الماضي لا يعهد تواجدها أبناء هذا الجيل الجديد.. كل ذلك ينقلك إليه بأسلوب أدبي جميل يشد ذهن القارئ إلى مظاهر حياة كانت بسيطة وخاليه من التعقيد.. بالمقارنة لحياتنا الحاضرة ..!!

    أما الجزء الثاني من كتابه.. والذي صدر مؤخراً.. فهو امتداد لهذا العطاء الأدبي الهادف البناء أي توعية شباب هذا الجيل وهدايته ومقارنته بين الماضي والحاضر ليست قدحاً.. كما أنها ليست مدحاً.. ولكنها أشارت على الطريق يستحث بها وعي القارئ للنظر في الماضي والحاضر.. بما لهما أو عليهما.!! ولذلك نجده في مقارنة الجزء الثاني من كتابه يقول (إن أحدنا إذا لمح سانحه من ذكريات الماضي أهتز فؤاده طرباً وهذه السانحة أم أن تكون ذكرى جميلة فيتلذذ باستعادة بهجتها.. أو ذكري مؤلمه يتلذذ الآن بأن أذاها قد أرتفع أو زال.. ولم يبق منها إلا صورة باهته المعالم ..!!) كما أنه أشاد بأعمال أدبيه لغيره سابقه تحدثت عن مظاهر الحياة في الماضي وأعتبرها نافذه على التراث يطل منها الجيل الجديد على الماضي.. أي أنه يدعو لتوظيف الذات إلى ما فيه نفع للأجيال الجديدة..!!

    وليت شعري.. ما هو الإبداع الأدبي الرفيع؟؟ إن لم يكن من أجل هداية الإنسان إلى طريق الخير والمحبة والجمال وكل عمل صالح.. ومعبراً عن أفكار هادفه.. ومواقف شريفه يؤمن بها الكاتب أو الأديب ويدعو فلذات الأكباد إليها..!!